والأثر: هو الشيئ المنقول عن السابقين فيكون كالخبر يشمل في أصله ماصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم وما صدر عن غيره، وبعضهم اصطلح على تخصيصه بما صدر عن السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم، وهذا هو الأفضل والأحسن في الإستعمال، لأن فيه تمييز الموقوف من الحديث عن المرفوع منه.
السند والمتن
يتألف الحديث النبوي المروي في كتب السنة من قسمين أساسيين هما السند والمتن.
• السند: هو الطريق الموصل إلى المتن، أي الرواة الذين نقلوا المتن وأدوه،ابتداءا من الراوي المتأخر مصنف كتاب الحديث وانتهاءا بالرسول صلى الله عليه وسلم.
• المتن: هو ألفاظ الحديث التي تقوم بها المعاني ، وقد امتنع العلماء عن قبول أي حديث ما لم يكن له سند (إسناد) وذلك بسبب انتشار الكذب عل النبي صلىالله عليه وسلم، قال ابن سيرين رحمه الله(لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم فينظروا إلى أهل السنة فيؤخد حديثهم، وينظروا إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم) انظر مقدمة شرح صحيح مسلم للنووي 1/84
ثم يدرس العلماء بعد ذلك كل إسناد ينقل إليهم فإن توفرت فيه شروط الصحة وهي أن يتصف رجاله بالضبط والعدالة والإتصال، ولا يكون فيه شذوذ أو علة قبلوه وإلا ردوه، وصار بذلك كما قال عبد الله بن المبارك رحمه الله: (الإسناد من الدين ولولاه لقال من شاء ما شاء) مقدمة شرح صحيح مسلم للنووي1/87 .نقلا من مقدمة محمد عيد العباسي على كتاب: الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام للألباني بتصرف واختصار.
--------------------------------------------------------------------------------
أقسام الحديث
ينقسم الحديث على ما حرره ابن حجر وغيره إلى خمسة أقسام:
1ـ الصحيح لذاته، وهو ما رواه عدل قوي الضبط بسند متصل خال من الشذوذ والعلة القادحة.
2ـ الصحيح لغيره،وهو الحسن الذي تعددت طرقه.
3ـ الحسن لذاته،وهو مارواه عدل خفيف الضبط بسند متصل خال من الشذوذ والعلة القادحة.
4ـ الحسن لغيره، وهو الضعيف الذي تعددت طرقه.
5ـ الضعيف، وهوما ليس بصحيح ولا حسن.
مراتب الأحاديث
مراتب الأحاديث سبعة وهي:
1ـ ما اتفق عليه البخاري ومسلم.
2ـ ما انفرد به البخاري.
3ـ ما انفرد به مسلم.
4ـ ما كان على شرط البخاري ومسلم ولم يروياه.
5ـ ما كان على شرط البخاري.
6ـ ما كان على شرط مسلم.
7ـ ما كان على شرط غيرهما.من أول الباب: أقسام الحديث، نقلته من شرح المنظومة البيقونية للشيخ محمد صالح العثيمين.
--------------------------------------------------------------------------------
ما حكم العمل بالحديث الضعيف؟
ذكر المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في كتا به القيم (صحيح الجامع الصغير وزيادته 1/49-53
ذكر أن العمل بالضعيف فيه خلاف عند العلماء، كما هو مبسوط في كتب مصطلح الحديث، مثل(قواعد الحديث)للعلامة الشيخ جمال الدين القاسمي رحمه الله تعالى، فقد حكى فيه ص113 عن جماعة من الأئمة أنهم لا يرون العمل بالحديث الضعيف مطلقا، كابن معين والبخاري ومسلم وأبي بكر ابن العربي الفقيه وغيرهم ومنهم ابن حزم فقال في(الملل والنحل) (( ما نقل أهل المشرق والمغرب أو كافة عن كافة أو ثقة عن ثقة حتى يبلغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن في الطريق رجلا مجروحا بكذب أو غفلة أو مجهول الحال فهذا يقول به بعض المسلمين ولايحل عندنا القول به، ولا تصديقه، ولا بشيء منه)).
وقال (الألباني) قال الحافظ ابن رجب في شرح الترمذي ق112/2
(( وظاهر ماذكره مسلم في مقدمة كتابه يعني الصحيح يقتضي أنه لا تروى أحاديث الترغيب والترهيب إلا عمن تروى عنه الأحكام)) ثم قال(الألباني) وهذا الذي أدين الله به، وأدعو الناس إليه، أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقا لا في الفضائل والمستحبات ولا غيرهما
ذلك لأن الحديث الضعيف، إنما يفيد الظن المرجوح بلا خلاف أعرفه بين العلماء، وإذا كان كذلك فكيف يقال بجواز العمل به، والله عز وجل قد ذمه في غير ما آية من كتابه فقال تعالى:( إن الظن لا يغني من الحق شيئا) سورة النجم 28
وقال تعالى:( إن يتبعون إلا الظن) سورة النجم23
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) أخرجه البخاري ومسلم.
ونقل رحمه الله قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة" ص 82 ولا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة، ولكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوزوا أن يروى في فضائل الأعمال ما لم يعلم أنه ثابت، إذا لم يعلم أنه كذب ، وذلك أن العمل إذا علم أنه مشروع بدليل شرعي وروي في فضله حديث لا يعلم أنه كذب، جاز أن يكون الثواب حقا، ولم يقل أحد من الأئمة أنه يجوز أن يجعل الشيء واجبا أو مستحبا بحديث ضعيف، ومن قال هذا فقد خالف الإجماع".
وقال (الألباني) قال الحافظ السخاوي في القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص 195
سمعت شيخنا مرارا يقول يعني(الحافظ ابن حجر العسقلاني) وكتبه لي بخطه، إن شرائط العمل بالضعيف ثلاثة:
1ـ متفق عليه أن يكون الضعف غير شديد، فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه.
2ـ أن يكون متدرجا تحت أصل عام، فيخرج ما يخترع، بحيث لا يكون له أصل أصلا.
3ـ أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته، لئلا ينسب إلى النبي صلىالله عليه وسلم ما لم يقله.
قال: والأخيران عن ابن عبد السلام وعن صاحبه ابن دقيق العيد والأول نقل العلائي الإتفاق عليه))اهـ
وقد فصل فيه الألباني الكلام ، انظر إن شئت: صحيح الجامع ص49-57
وذكر العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله في شرحه للمنظومة البيقونية إضافة إلى الشروط الثلاثة المذكورة شرطا واحدا، حيث قال:
واستثنى بعض العلماء الأحاديث التي تروى في الترغيب والترهيب:
1ـ أن يكون الحديث في الترغيب والترهيب. وذكر بعد ذلك الشروط الأخرى، ثم قال: ولكن الذي يظهر لي: أن الحديث الضعيف لا تجوز روايته، إلامبيّنا ضعفه مطلقا، لا سيما بين العامة لأن العامة متى ما قلت لهم حديثا، فإنهم يعتقدون أنه حديث صحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله.
وقال: إذًا لا تجوز رواية الحديث الضعيف إلا بشرط واحد وهو أن يبين ضعفه للناس فمثلا إذا روى حديثا ضعيفا قال: رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث وهو ضعيف.اهـ رحمه الله
قلت: وهذا أقل ما يمكن أن يقال في الحديث الضعيف،أن يروى بصيغة المجهول في حال عدم معرفة سنده، كرُوي أوقِيل، أو حُكي...أو عزوه إلى مصدره إن علم كقولك رَوى الترمذي أو النسائي .... أما عند معرفة ضعفه فلا يجوز كتمانه ونسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه عليه الصلاة والسلام قال: ( من كذّب علي متعمدا فاليتبوأ مقعده من النار).
متفق عليه.
وقد وضع العلماء قواعد وأصولا معينة لقبول الحديث، ما يسمى بعلم مصطلح الحديث، ومن أنفع ما كتب فيه هو: الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث) للعلامة أحمد شاكر رحمه الله.
وأسأل الله تعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أبوعبدالرحمن عبدالله نياوني
الملقب بـ: سانوغو
13/9/2006 م 20شعبان 1427هـ
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث رقم (1)
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لايقبل الله لصاحب بدعة صوما، ولا صرفا، ولا عدلا، يخرج من الإسلام كما تخرج الشعرة من العجين).
حديث موضوع: انظر سنن ابن ماجه تخريج الألباني (49) والسلسلة الضعيفة(1493)
والثابت عنه هو:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: [ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمر عيناه وعلا صوته، واشتد غضبه، كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم ويقول:( بعثت أنا والساعة كهاتين) ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى، ثم يقول[أمابعد: فإن خير الأمور كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة] رواه مسلم وانظر إرواء الغليل (708)
الحديث رقم (2)
روي أنه صلى الله عليه وسلم(مسح أعلى الخف وأسفله)
حديث ضعيف: انظرسنن ابن ماجه تخريج الألباني(550)
وضعيف أبي داود (22) والمشكاة (521)
والثابت عنه هو:
عن حذيفة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( توضأ ومسح على خفيه) متفق عليه
الحديث رقم(3)
روي انه صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم وخضراء الدمن قالو وما خضراء الدمن؟ قال :المرأة الحسناء في المنبت السوء)
حديث ضعيف: انظر سلسلة الضعيفة (14) وكتاب فتاوى مهمة لنساء الأمة لعمرو عبدالمنعم سليم ص:(320)
والثابت عنه هو:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها لجماها لدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك)
متفق عليه.
الحديث رقم(4)
روي عن ابن عباس أنه قال:( لما أسلم عمر نزل جبريل فقال: يا محمد لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر)
ضعيف جدا: انظر سنن ابن ماجه تخريج الألباني (103)
والثابت عنه هو:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر)
رواه البخاري في صحيحه.
الحديث رقم(5)
روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( من قرأ القرآن
وحفظه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته، كلهم قد استوجب النار)
حديث ضعيف: انظر المشكاة(2141) والتعليق الرغيب 2/210 وسنن ابن ماجه تخريج الألباني(216)
والثابت عنه هو:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله أهلين من الناس قالوا يارسول الله من هم؟ قال هم أهل القرآن،أهل الله وخاصته)
حديث صحيح: انظر سنن بن ماجه تخريج الألباني(215)